مقالة مقارنة بين المشكلة والسؤال


أ/المقدمة
١/التمهيد
يعتبر الإنسان فضولي بطبعه فهو وبفضل العقل الذي يميزه عن غيره من الكائنات ، دائم البحث عن المعرفة وطرح الإستفهامات هذه الأخيرة التي تكون في شكل أسئلة أو مشكلات .
٢/ ابراز عنصر الحذر من المظاهر
هتين الأخيرتين اللتين التبس مفهوممها عند عامة الناس إذ أن هناك من جعل منهما تصورين متشابهين ومتطابقين إلى حد الدلالة على مفهوم واحد في حين هناك من باعد وميز بينهما وجعل منهما مفهمين مختلفين ومتمايزين إلى حد التناقض
٣/طرح الإشكال
هذا ما يؤدي بنا إلى التساؤل عن طبيعة العلاقة بين السؤال والمشكلة، هل هي علاقة اتصال وتكامل أم علاقة انفصال وتمايز .
ب/محاولة حل المشكلة
١/أوجه الإختلاف
إذا نظرنا إلى المشكلة والسؤال نجد أنهما يختلفان في عدة نقاط:
_السؤال في اللغة هو الطلب والمطلب أما المشكلة فهي الأمر الصعب والملتبس .
السؤال يعرف بأنه استدعاء للمعرفة أو يؤدي إليهل بينما المشكلة فهي تلك القضية المبهمة غير الواضحة التي تحتاج إلى حل .
يعرفها جميل صليبة بقوله «المشكلة مرادفة للمسألة التي يتطلب حلها بأحد الطرق العلمية أو العقلية » فنقول : المشكلات السياسية ،المسائل الرياضية .
_ إن الأسئلة باستطاعة جميع الناس طرحها مهما كانت أعمارهم أو مستواهم الثقافي ، فالأطفال مثلا لهم من الأسئلة ما يعجز الكبار ويحرجهم ، فيقفون عاجزين عن الإجابة عند بعض هذه الأسئلة ، أما المشكلات فلا يطرحها إلا صاحب انفعال واهتمام بالمواضيع الأكثر استعصاء كالفلاسفة والمفكرين الذين يحاولون معالجة المواضيع التي لاتثير التساؤل عند غيرهم من الناس :كحرية الإنسان . أو أنهم يطرحون الأسئلة التي لا تخطر ببال غيرهم : هل الواقع حقيقة أم خيال؟ لماذل  تسقط الأشياء نحو الأرض ؟
_ المشكلة تثير الدهشة عند المفكرين من القضايا التي يصادفونها فيسعون للتخلص منها يدبالبحث عن المعرفة حيث يقول كارل يارسبرز : «يدفعني الإندهاش إلى المعرفة فيشعرني بجهلي » كما يقول أرسطو «إن الدهشة هي التي دفعت بالمفكرين الأوائل إلى التفلسف» أما السؤال فلا يثير إلا الفضول إلى معرفة الإجابة
_ الأسئلة التي تطرح من قبل عامة الناس تكون إجاباتها واضحة معروفة خاصة إذا كانت من الصنف المبتذل أو العلمي التي تحكمها المعطيات التي اكتسبناها في حياتنا بينما المشكلات التي يطرحها ثلة من الناس مو العلماء والمفكرين و الفلاسفةقد نتوصل فيها إلى حلول ، وقد تكون اجاباتها مفتوحة، أو لا تكون لها حلول ، كما قد تتعدد فيها الإجابات وتختلف لإختلاف المذاهب الفلسفية ، فاىكثير من المشكلات الفلسفية تختلف الإجابة عنها من فيلسوف إلى آخر كمشكلة حرية الإنسان فمنهم من يرى أن الإنسان حى وبعضهم الآخر بجد أنه مقيد.
٢/ أوجه التشابه
_كلاهما خاصية إنسانية
_كلاهما يؤدي إلى المعرفة،  فالتساؤل والبحث عن إجابة الأسئلة يخرج الإنسان من دائرة الجهل إلى دائرة المعرفة ويكسبه كما معرفيا
_كل منهما يستوجب التفكير
_ كل منهما يستعمل العقل
_كل منهما له مجالات متعدظة : سياسية ، علمية ثقافية
_كل منهما يغديان طموح الإنسان لإكتساب المعرفة الحقيقية
_كلاهما يطرح في صيغة إستفهامية مثلا : ما اسمك؟ هو سؤال مبتذل تكون إجابته سهلة بديهية.بينما ماسبب تعفن الأطعمة ؟ هي مشكلة علمية للإجابة واجهت باستور
٣/أوجه التداخل
إن التشابه بين السؤال والمشكلة يؤدي إلى وجود علاقة تداخل بينهما إذ أن المشكلة يمكن أن تطرح في شكل تساؤل أما الأسئلة فليست كلها مشكلات ، والوصول إلى الحقيقة لا يعتمد على إحداهما فقط بل على كلاهما ،فالأنسان دائم طرح الأسئلة التي تكون إما مبتذلة ، فالإجابة عنها تكون حسب العدة والمؤلوف ، أو علمية تتطلب الإجابة عنها مكتسبات علمية، وقد تكون انفعالية تثير القلق والتوتر والدهشة فترقى  إلى مستوى المشكلات التي تؤدي بالإنسان بالتفكير للخروج من دائرة الجهل إلى العلم . فانطلقنا من السؤال كمطلب وانتهينا إلى بالمشكلة كمعضلة تتطلب الحل
كما أن المشكلات يمكن أن تكون في شكل إستفهامي ، كقول «هل يمكن أن تكون الأفكار الشائعة بناءا صحيحا للمعرفة؟» وبالتالي فالعلاقة بينهما قائمة على التفكير بحيث نقرب السؤال الإشكالي إلى التفكير بحيث نقرب السؤال الإشكالي إلى التفكير وفي سياق هذا الكلام يقول جون ديوي«إن التفكير لاينشأ إلا إذا وجدت مشكلة ، وأن الحاجة إلى حل أي مشكلة هي العامل المرشد الدائم فب عملية التفكير»
ج/ حل المشكلة
في الأخير نستنتج أن العلاقة بين السؤال والمشكلة علاقة اتصال و تكامل وظيفي  لأن كل منهما تكمل الأخرى وتحتاج إليها ، بالرغم من أنهما يختلفان من ناحية التعريف والمعنى والخصائص وهذا يدل على وجود علاقة إنفصال وتمايز كذللك .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Le compte rendu d'un texte historique

ملخص الوحدة 1 في الفيزياء سنة 3 ثانوي